تقربر| بعد حزب الله والحرس الثوري.. هل انتقلت عدوى الاختراق الإسرائيلي إلى مليشيا الحوثي؟
أثارت الغارة الإسرائيلية، التي نُفذت ليلة أمس، واستهدفت اجتماعًا عسكريًا سريًا لقيادات مليشيا الحوثي الإرهابية بصنعاء، تساؤلات جدية حول مدى الاختراق الأمني الذي تعاني منه المليشيا، ويكشف نقاط ضعفها أمام العمليات الإسرائيلية.
واختلفت هذه العملية عن الضربات الإسرائيلية السابقة التي ركزت، خلال الأشهر الماضية، على استهداف البنية التحتية الاقتصادية التي تمول أنشطة المليشيا مثل موانئ الحديدة، فقد أعلن الكيان الإسرائيلي تبنيه لعملية اغتيال استهدفت قيادات عسكرية بارزة في المليشيا، بينهم محمد الغماري، رئيس أركانها، في ضربة دقيقة كشفت عن اختراق أمني عميق في مفاصل المليشيا.
ووفق مصادر أمنية، فإن الوصول إلى اجتماع سري يضم قيادات من الصف الأول يعكس اختراقًا استخباراتيًا كبيرًا، قد يكون نتيجة تجنيد قيادات حوثية لصالح جهاز الموساد الإسرائيلي، على غرار ما يحدث اليوم مع الحرس الثوري وسابقًا مع حزب الله.
وتُرجّح المصادر أن إسرائيل استغلت الانقسامات الداخلية وحالة التشظي والصراع داخل المليشيا لتجنيد عناصر من صفوفها القيادية، ما مكّنها من مراقبة تحركاتها بدقة إلى درجة الإحاطة الكلية بالاجتماعات السرية لكبار القادة العسكريين في المليشيا رغم حالة التحوّط والحماية التي تتخذها المليشيا لتجنب الاستهداف لقياداتها البارزة.
وأشارت المصادر إلى احتمال أن تكون إسرائيل قد استخدمت شبكة عملائها في الحرس الثوري وحزب الله، اللذين تربطهما علاقات وثيقة بالحوثيين، لتجنيد قيادات حوثية خلال زياراتهم إلى طهران وبيروت، ما يعزز فرضية وجود اختراق داخلي على مستوى قيادي رفيع.
وكانت مصادر خاصة أكدت لوكالة "2 ديسمبر"، في وقت سابق اليوم، أن هذا الاستهداف غير المسبوق أثار حالة من الريبة وهواجس القلق في الأوساط القيادية لمليشيا الحوثي الإرهابية مع تسلل قناعة لديهم بوجود اختراق كبير يصعب اكتشافه، وهو ما بات يمثل كابوسًا حقيقيًا للمليشيا مع انهيار حاجز الثقة بين القيادات والأجنحة المنقسمة.