خرافة "الولاية".. قنبلة طائفية إيرانية لتمزيق النسيج الاجتماعي اليمني (تقرير)
عندما سعى الحرس الثوري الإيراني إلى تصدير مشروعه التوسعي خارج حدوده، مستهدفًا عواصم عربية مثل صنعاء، استغل وجود جماعات عقائدية وطائفية لخدمة أجندته، لم تمانع هي الأخرى أن تتحول إلى بنادق للإيجار، دُمى وبيادق يستخدمها النظام الإيراني لإسقاط الدول ونشر مشروعه الطائفي المدمر.
من لبنان إلى العراق وسوريا، وصولًا إلى اليمن، ساهمت إيران، عبر أفكارها الطائفية ودعمها للمليشيات الطائفية بالسلاح والتمويل، في تدمير مستقبل هذه الدول، وأغرقتها في حروب طويلة أدت إلى الخراب والدمار وسفك دماء الملايين، بينما كانت طهران تراقب من بعيد دون أن يرف لها جفن إزاء ما يحدث لهذه الشعوب على أيدي وكلائها.
تذوق إيران اليوم من نفس الكأس التي أذاقتها شعوب بلدان عربية بدافع حقدٍ تاريخي تجاه العرب، بعد أن دعم الحرس الثوري مليشيات متعددة يجمعها رابط طائفي مثل مليشيا الحوثي، التي سعت إلى تدمير اليمن منطلقةً من أفكار طائفية بالية، كخرافة "الولاية"، التي تشبه إلى حد كبير فكرة الإمامة التي أطاحت بها ثورة 26 سبتمبر اليمنية بعد نضالات طويلة، بل إنها أسوأ منها بكثير.
هذه الأفكار تحمل دعوات استعلائية وعنصرية، تزعم أحقية الحكم بتفويض إلهي، ما يبرر نهب الموارد وانتهاك الحقوق، وهذا ما تمارسه المليشيا الحوثية اليوم عمليًا باعتقاد التفوق العرقي والاصطفاء الإلهي والأحقية بنهب أموال الناس تحت مسمى "الخُمس".
ووصف نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي قائد المقاومة الوطنية طارق صالح، هذه الأفكار البالية، مثل "الولاية" و"الإمامة"، بأنها قنابل طائفية مزقت النسيج الاجتماعي في الدول التي استهدفها الحرس الثوري؛ مؤكدًا التمسك بـ"الولاء لله والانتماء للوطن والاحتماء بقيم الجمهورية والاحتكام للدستور والقانون وتحقيق المواطنة المتساوية" كأهداف راسخة في مواجهة كل أفكار الضلال والرجعية.
وعملت مليشيا الحوثي الإرهابية على تنفيذ هذه الأجندة عبر استهداف المشروع الجمهوري ومحاولة فرض أفكار طائفية، لكنها واجهت رفضًا شعبيًا واسعًا، من قناعة راسخة لدى اليمنيين بأن هذه المفاهيم مناقضة لقيمهم الإنسانية ومبادئ العدالة والمساواة التي يقوم عليها النظام الجمهوري.
وبرغم محاولات المليشيا فرض هذه الأفكار عبر السنين، بهدف تطويع المجتمع واختراق وعيه الوطني، إلا أن اليمنيين الذين ترعرعوا في كنف الجمهورية ظلوا متمسكين بها، رافضين التفريط بحريتهم وكرامتهم، ما أفشل رهانات الحوثيين- حتى الآن- على تدجين المجتمع وحقن وعيه بهذه الأفكار والادعاءات الضالة.