محمد الصباري يكتب: إيران تسلح الحوثي بيولوجياً
في ظلال صمت عالمي، ينبثق تهديد جديد يخترق حدود الصراع المسلح التقليدي في اليمن، كظل يلوح على صفحة مضطربة.. تصريحات العميد صادق دويد متحدث المقاومة الوطنية الرسمي في مقابلة خاصة مع قناة "العين الإخبارية" مؤخراً تفتح نافذة على واقع مظلم يتحول فيه الدعم الإيراني لمليشيا الحوثي الإرهابية إلى صناعة أسلحة بيولوجية محرمة، قفزة تحمل في طياتها مخاطر تتجاوز الحدود الجغرافية، لتطول الأمن الإقليمي والعالمي، وتفرض على العالم ضرورة إعادة النظر العاجل في موقفه.
دويد، الناطق الرسمي للمقاومة الوطنية، كشف في مقابلته عن تحول خطير في طبيعة الدعم الإيراني للحوثيين، حيث تسعى المليشيا الإرهابية لامتلاك أسلحة بيولوجية محرمة دوليًا.. هذه الخطوة ليست مجرد تصعيد عسكري، بل تمثل قفزة نوعية في تهديدات الحوثيين، وتفرض على المجتمع الدولي إعادة تقييم موقفه الحازم تجاه هذا الملف.
ربط دويد هذا التصعيد بسلسلة من الوقائع الميدانية، أبرزها ضبط شحنة أسلحة ضخمة تزن 750 طناً قرب جزيرة حنيش، تضم صواريخ ومتفجرات وقطع غيار للطائرات المسيرة.. هذا الضبط يعكس أهمية الوجود البحري للمقاومة الوطنية في صدّ تهريب الأسلحة عبر شبكة معقدة تمتد من القرن الإفريقي إلى بحر العرب، مع ميناء الصليف في الحديدة كمحطة رئيسة لاستقبال الإمدادات.
الانتقادات الموجهة في المقابلة إلى بعثة الأمم المتحدة للتفتيش (UNVIM) تعكس خللاً في آليات الرقابة، حيث تقتصر على تفتيش السفن الكبيرة، بينما تهرّب المليشيات الأسلحة عبر سفن أصغر لا تخضع لنفس الرقابة، ما يسمح باستمرار تدفق السلاح رغم الجهود الدولية.
على مستوى التهديدات الأمنية، أشار دويد إلى أن تهديدات الحوثيين للملاحة في البحر الأحمر لم تعد محلية أو إقليمية، بل أصبحت تؤثر على الاقتصاد العالمي عبر رفع تكاليف الشحن والتأمين، وإجبار السفن على تغيير مساراتها إلى مناطق أخطر وبعيدة عن الممرات الحيوية.
في الختام، تؤكد تصريحات دويد أن اليمن يواجه مفترق طرق خطيراً، إذ تحوّل الصراع إلى تهديد متصاعد باستخدام أدوات غير تقليدية من أسلحة بيولوجية، ما يستدعي تحركاً دولياً عاجلاً وحاسماً قبل أن تتطور الأزمة إلى كارثة إنسانية وأمنية لا يمكن السيطرة عليها.
اليمن اليوم يقف بين بقاء الصراع على مستواه التقليدي، أو الانزلاق نحو أفق جديد تهيمن عليه أسلحة لا تُرى لكنها تقتل.. في هذا المشهد، لم يعد للمجتمع الدولي رفاهية الانتظار، فالتحرك العاجل والحازم هو المفتاح الوحيد لتفادي كارثة تتجاوز حدود اليمن، وتمتد بظلالها على العالم بأسره.