لا يزال الزعيم صالح، ورغم موته وبعد ذلك بثماني سنوات، يعيد ترتيب المشهد، فهو الحقيقي حياً وميتاً، وصاحب الموقف والمواقف في كل حالة، وبكل حال، وقد أرادوا إدانته فأظهروا الرجل الذي يفكر بالأبرياء وبمنطق يسبق حينه، وبـ(نا) وهو يعد ضحايا القطاع، هم نحن، لا أشقاء كما قالوا، أو كما نقول في كل مرة.

يبقى الزعيم صالح مركزاً عربياً، وكان دوره يتجاوز دولاً وإمارات وسلطنات، رغم فارق كل شيء، وموقفه وقيمة حضوره العربي يفوق مواطن كثيرة تستنكف أن تستقبل أكبر رئيس فينا الآن بمجرد وزير خارجية، بل أكثر قيمة تساوي سفيراً تحت العادة، لا فوق العادة، والمكالمة مع مشعل، الذهاب للسعودية، وغير ذلك، تثبت أنه رجل دولة، لا يتبع محوراً، ولا ينتمي لطرف، ولا يزج اليمن بالرهانات الخاسرة، ولديه رأيه ورؤيته في المقاومة، وفي كل شيء، بالمنطقة.

كان صالح داهية، بطراز رفيع، وتخيل أن يهزم خصومه إلى اللحظة هذه، وكلما أرادوا إدانته ظهر من الموت ضاحكاً وشامتاً: جدتكم.

الشيء المهم في التسريبات، إذ لم تأتِ بجديد، فهذا هو صالح ونعرفه بكل ما فيه، بحضوره وعروبيته، لكن المهم كما قلت أن هذه الجماعة لا يمكنها أن تفكر بعقلية الدولة، بل بعقلية الفضيحة لولا أن تاريخ صالح هزمهم، ولم يجدوا أي فضيحة، يدينونه بها، فشلوا.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية